فضاء حر

بابا نويل التُركي

يمنات

هدايا تركيا للشعب اليمني الشقيق مختلفة هذه المرة، بلون الدم، وسواد الكراهية، ليست كما كانت في السابق، هدايا بيضاء وجميلة (سفريات لعلاج بعض الجرحى المصطفون- مساعدات لجمعيات خيرية – تدريب بعض القيادات الشابة على فن عصرنة الاسلام وأن الإسلام هو الحل القاهر لكل مشاكل الجن والإنس- كلام ثوري جميل ومنمق لدعم الثورة اليمنية- التعهد بإنشاء مستشفيات لعلاج اليمنيين المنكوبين بكل أمراض العالم) هدايا جميلة كنا نحبها ونفرح بها كأنها هدايا عيد الميلاد.

الهدايا هذه المرة تختلف.. وتوقيتها مختلف ايضاً، فهي تتزامن مع ارتفاع وتيرة الثورة السورية وسقوط الالاف من الشهداء فرأت تركيا أنه من الأفضل ان تقوم هي وغيرها من الدول المتخاصمة مع سوريا بلعب جولات أخيرة في اليمن، البلد الذي لا يغري أحد بالالتفات إليه في حال تفجر الوضع في سوريا، فتركيا وايران وأمريكا والسعودية أدركوا أن اليمن هي المكان المثالي لانهاك الخصم وتسديد ضربات حاسمة من ناحية ومن ناحية أخرى قياس موازيين القوى لواقع عربي جديد يتشكل وهو واقع ما بعد الثورات العربية وما آلت إليه وإدارة حروبه الجديدة بنكهة طائفية، فاليمن للأسف هي الآن المختبر الحي لنفايات العالم بنكهته الطائفية الجديدة..

تبدأ تركيا هذه المعركة في اليمن بسلة من الهدايا (أسلحة مختلفة الأحجام) وبكمية كبيرة، أسلحة ستوجه ليس لصدور السعوديين او الايرانيين او الأتراك او الأمريكان وإنما لصدور اليمنيين الأبرياء.

وهنا علينا أن نتساءل حول توقيت هذه الصفقة؟ ومن ورائها؟ وإلى أين ستذهب؟ وهل هناك صفقات وصلت عن طريق موانئ أخرى. وإلى أي المدن كانت ستذهب هذه الأسلحة إلى تعز أم إلى المحافظات الجنوبية أم لتغذية الفتنة الطائفية في شمال الشمال.

ولماذا تصمت الحكومة على هذا الجريمة البشعة ؟ ألا تستدعي هذه الجريمة والفضيحة الأخلاقية استجواب السفير التركي في اليمن حول صفقات الأسلحة والتحقيق مع كل المتورطين في هذه الجريمة ومحاكمتهم أمام الرأي العام.

لماذا يريد البعض لليمن أن تبقى كما هي. بلداً للاحتقان والحروب والصراع والقتل والحقد والكراهية..

لماذا نحب أن نوجه الرصاص إلى صدورنا لنمتع الآخرين.

لماذا حول الصحفيين والناشطين الموضوع مادة للتهريج الاعلامي. وهذه الجريمة كفيلة في أي دولة في العالم بإطاحة رأس الدولة..

لماذا لا تكون لدينا قليلاً من المسئولية في عرض عاهاتنا ومداواتها بحب..

لمـــــــــــــــــــــــــــاذا لا نقول لهؤلاء الحمقى أينما كانوا.. كفى.. نريد أن نعيش.

زر الذهاب إلى الأعلى